حكمة اليوم
] في التأني السلامة وفي العجلة الندامة . [
هذه الحكمة تشير بجلاء إلى صفة من الصفات الحميدة المطلوبة في الإنسان ، بحيث لا يتقحم الأمور دون رؤية وتدقيق في مآلها وإلا فقد يقع ويتورط في شيء كان بإمكانه ان يتجنبه لو فكّر مليا قبل النطق بذلك الأمر أو القيام بذلك الفعل . وقد اثر عن سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : " ليت لي رقبة كرقبة البعير لأفكر في الكلمة قبل ما اقولها .."
فالتأني دائما يـثمر عن نتائج طيبة ، بعكس العجلة التي تكون ثمرتها غالبا على غير المطلوب فتتبعها الحرسة والندامة ، فيحاول المرء بعد ذلك أن يتدارك ما حدث منه فلا يستطيع .
لكن علينا أن ننظر في الأمر الذي نريد أن نقوم به أو نقوله فإن كان من أمور الآخرة سواء الفرائض أو السنن أو المستحبات فمن الأفضل أن لا نؤخره ، والسبب في ذلك إن الأفعال الدينية مبنية على المبادرة والإسراع والمسابقة وثمرتها ونتائجها معلومة فهي تجلب الخير والثواب للإنسان . وقد وردت النصوص القاطعة في المسابقة والمسارعة في أعمال في أعمال الطاعة . أما أمور الدنيا فهي التي تحتاج إلى التروي وعدم العجلة لأن فيها تعارض وتقاطع مصالح مع الآخرين وغير مضمونة النتائج والعواقب . ولقد جاءت النصوص بمدح التروي وذم الاستعجال فقد قال الله سبحانه وتعالى : [ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ .] وجاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : [ إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة . ]
اللهم اجعلنا إلى طاعتك سابقين وعن معصيتك معرضين .
مع تحيات المستشار شهوان بن عبد الرحمن الزهراني